يقوم مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسيةوالتحولات الكبرى في توازن القوى العالمي، من أجل إعادة تشكيل مؤسسات المجلس وشركائه وتحالفاته الاستراتيجية لخدمة مصالحه الوطنية، وزيادة النفوذ على المسرح العالمي بين الدول.
دول الخليج وسط نفوذ متزايدة لتحولات عالمية كبرى
كما يعتقد المحللون بأن دول الخليج من خلال إقامة مجموعة كبيرة من العلاقات مع عدد من اللاعبين، والتي أصبحت تلعب دور حاسم باعتبارها جسر في النظام العالمي المنقسم بإطار متزايد، كما أن المساعي الخليجية جاءت وفقاً للمحللين، والتي تواجه تحدي من أجل تحقيق التوازن بين مصالح الشريكين المتنافسين، وهم دولة الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بجانب إدراك الوضع الدولي بما يخص دولة روسيا، بجانب أهمية ومراعاة الخطوط الحمراء من أجل الشركاء.
النظام العالمي
كما صرحت مديرة الشؤون الجيوسياسية في مركز " Think " للبحث والاستشارة والذي يكون مقره الرسمي في مدينة الرياض، بأن دول مجلس التعاون الخليجي تقوم بعمل نشاط بإعادة تشكيل مؤسساتها الدولية القائمة، والقيام بتطوير الشركات الجديدة من أجل مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية والتحولات في عملية توازن القوى العالمي.
مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية
هي عملية تتعامل فيها الدول والمؤسسات الدولية مع التحديات والصراعات الناجمة عن العوامل الجيوسياسية في العالم،و تشير إلى التوترات والتوازنات السياسية والاقتصادية والعسكرية في العلاقات الدولية وعلى الساحة العالمية، كما تتنوع تلك الاضطرابات وتشمل الصراعات الإقليمية والنزاعات الحدودية والصراعات الدينية والعرقية والتنازعات الاقتصادية والصراعات السياسية والتنافس الاستراتيجي بين الدول الكبرى، وغيرها من العوامل التي تؤثر على الاستقرار العالمي، بينما تواجه الدول والمؤسسات الدولية مجموعة من التحديات عند مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية، والتي تشمل هذه التحديات:
- الدبلوماسية والحوار: حيث يتطلب القدرة على الوساطة وإيجاد حلول سلمية من خلال الدبلوماسية والحوار، و تعتمد هذه العمليات على التفاوض والتوافق والتعاون بين الأطراف المعنية.
- الاستجابة الدولية: بينما قد تتطلب تلك الاضطرابات تدخل دولي للحفاظ على السلام والأمن العالميين، و يمكن أن تشمل تلك الاستجابة إجراءات مثل فرض عقوبات اقتصادية أو تشكيل قوات دولية لحفظ السلام أو الوساطة في المفاوضات.
- التعاون الإقليمي والدولي: كما يعزز التعاون الإقليمي والدولي القدرة على مواجهتها بشكل فعال، و من خلال تعزيز التكامل الاقتصادي والثقافي والأمني بين الدول، يمكن تعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة وتقليل التوترات.
- تعزيز التنمية المستدامة: حيث يعتبر تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية من أحد العوامل الرئيسية في تحقيق الاستقرار الجيوسياسي.